نشأتها :
ولدت رضي الله عنها بعد أختها زينب فكانت قرة عين لوالديها الكريمين ..
وما لبثت أن جاءت بعدها ( أم كلثوم ) فنشأتا سويا ، متلاصقتين متعاطفتين ، وكأنهما توأمين ..
وقد استمدت ( رقية رضي الله عنها ) كثيراً من شمائل أمها، وتمثلتها قولاً وفعلاً في حياتها من أول يوم تنفس فيِه صبح الإسلام، إلى أن كانت رحلتها الأخيرة إلى الله عز وجل. فكانت سيرتها كنز من كنوز الفضائل والأخلاق مليئة بالنفحات الإيمانية ..
زواجها رضي الله عنها من عُتبة
لم يمض على زواج زينب كبرى البنات غير وقت قصير ، حتى جاء أبوطالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم خاطبا رقية وأم كلثوم لبني أخيه عبد العزى بن عبدالمطلب ( أبي لهب ) فلقد أصبحتا في سن الزواج.
قال أبو طالب :
- جئناك نخطب ابنتينا ( رقية ) و ( أم كلثوم ) وما أراك تضيق بهما على ابني عمك عتبة و عتيبة ابني عبد العزى
- فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم :
- معاذ القرابة والرحم ، ولكن هلاّ أمهلتني يا عم حتى أتحدث في هذا إلى ابنتي ..؟
وعرض الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر على أهل بيته ..
وأحست رقية وأختها انقباضاً لدى أمهما خديجة، فالأم تعرف من تكون أم الخاطبين زوجة أبي لهب، ولعل كل بيوت مكة تعرف من هي أم جميل بنت حرب ذات القلب القاسي والطبع الشرس واللسان الحاد. ولقد أشفقت الأم على ابنتيها من معاشرة أم جميل، لكنها خشيت اللسان السليط الذي سينطلق متحدثاً بما شاء من حقد وافتراء إن لم تتم الموافقة على الخطوبة والزواج، ولم تشأ خديجة أيضاً أن تعكر على زوجها طمأنينته وهدوءه بمخاوفها من زوجة أبي لهب،، فسكتت كما سكتت الفتاتان حياء ، وأغضتا عن الجواب رقة وخجلا , وعلت الحمرة وجهيهما فزادتهما بهاء .
وتمت الموافقة ..
وبارك محمد ابنتيه، وأعقب ذلك فرحة العرس والزفاف وانتقلت العروسان في حراسة الله إلى بيت آخر وجو جديد.
انبثاق فجر الإسلام
ودخلت رقية مع أختها أم كلثوم بيت العم، ولكن لم يكن مكوثهما هناك طويلاً .. فقد لاح في سماء مكة قبس من نور أضاءها وبدد ظلمتها ، إذا أظلتها بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم هداية ونور .. وتذكرت خديجة رضي الله عنها ابنتيها ( رقية ) و ( أم كلثوم ) وما سيئول إليه أمرهما على يد أم جميل الظالمة وزوجها المطواع الألعوبة في يد زوجته .
وقد قام رسول الله بدعوة الناس إلى الإسلام وعندما علم أبو لهب بذلك أخذ يضحك ويسخر من رسول الله ثم رجع إلى البيت، وراح يروي لامرأته الحاقدة ما كان من أمر محمد ابن أخيه الذي أخبرهم أنه رسول الله إليهم؛ ليخرجهم من الظُلمات إلى النور وصراط العزيز الحميد، وشاركت أم جميل زوجها في سخريته وهزئه.
ولعب الشيطان برأس أم جميل ، وقررت الإنتقام من محمد فهي بطبعها حسودة حاقدة، تكره أن يصيب الخير غيرها ،، فبدأت بأذيتهr وبأذية ابنتيه وسلكت ضد سيدنا رسول الله أبشع السبل في اضطهاده، وزادت على ذلك أن أرسلت إلى أصهار رسول الله تطلب منهم مفارقة بنات الرسول، أما أبو العاص فرفض طلبهم مؤثرا ومفضلاً ً صاحبته زينب على نساء قريش جميعاً، وقد أمن في نهاية المطاف وجمع الله شمل الأحبة.
وطفقت أم جميل تنفث سمومها في كل مكان تكون فيه و تزرع بذور الفتنة، وتبغي نشر الحقد والفساد، فراحت تجمع الحطب لتضعه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم لتؤذيه.
ولكن القرآن الكريم تنزل على الحبيب المصطفى r ندياً رطباً، ونزل القرآن عليه يشير إلى المصير المشؤوم لأم جميل بنت حرب، وزوجها المشؤوم أبي لهب، قال الله تعالى: )تبت يدا أبي لهب وتب *ما أغني عنه ماله وما كسب* سيصلى نارا ذات لهب* وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبلاً من مسد(. (المسد:1-5).
وكانت رقية وأم كلثوم في كنف ابني عمهما، لما نزلت سورة المسد،وذاعت في الدنيا بأسرها، ومشي بعض الناس بها إلى أبي لهب وأم جميل، اربدَّ وجه كل واحد منهما، واستبد بها الغضب والحنق، ثم أرسلا ولديهما عُتبة وعُتيبة وقالا لهما: إنَّ محمداً قد سبهما، ثم التف أبو لهب إلى ولده عتبة وقال في غضب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنة محمد؛ فطلقها قبل أن يدخل بها. رغبة في أن يشغلوا الرسول عن دعوته بأهله ، وأما عُتيبة، فقد استسلم لثورة الغضب وقال في ثورة واضطراب: لآتين محمداً فلأوذينَّه في ربه. وانطلق عتيبة بن أبي لهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشتمه ورد عليه ابنته وطلقها، فقال رسول الله"اللهم سلط عليه كلباً من كلابك" واستجابت دعوة الرسول r، فأكل الأسد عُتيبة في إحدى أسفاره إلى الشام .
وعادت الفتاتان إلى بيت والدهما وقد نجاهما الله من بطش أم جميل ..
وصبرتا على ما لاقوه على يديها ..وتحملتا مع والديهما ما يلاقيه من كفار قريش، صابرات محتسبات ..
زواجها من عثمان رضي الله عنهما ..
وخاب فأل قريش ..
فلم يعنت الرسولr من جراء رد ابنتيه إليه، إذ عوضه الله تعالى خيرا من الزوجيين الأوليين ، عوضه زوجا صالحا ، كريما عزيزا ، عريق النسب، واسع الثروة ، لطيف الخلق ، دمث الطباع ، وقد تّوجه الحياء ..
ذلكم هو ..
عثمان بن عفان رضي الله عنه
. وعثمان أحد فتيان قريش مالاً، وجمالاً، وعزاً، ومنعةً، تصافح سمعه همسات دافئة تدعو إلى عبادة العليم الخبير الله رب العالمين. والذي أعزه الله في الإسلام سبقاً وبذلاً وتضحيةً، وأكرمه بما يقدم عليه من شرف المصاهرة، وما كان الرسول الكريم ليبخل على صحابي مثل عثمان بمصاهرته، وسرعان ما استشار ابنته، ففهم منها الموافقة عن حب وكرامة.
ولقد كانت الأمهات من قريش يرقصن أولادهن على أنغام أهزوجة اشتهرت وفاضت على الألسن محورها ( عثمان )
{ أحبك والرحمن :.: حب قريش ( عثمان ) فلما زوجه الرسول من رقية .. شدت الألسنة بأهزوجة جديدة
{ أحسن شخصين رأى إنسان :.: ( رقية) وبعلها ( عثمان ) }
كلمات تتردد على كل شفة ولسان ، لا تبالي بالحقد ولا بالكراهية .. تنطق بالحق .. لتسري قليلا في نفوس الزوجين الشابين الذين لم تدعهم قريش يهنئون بزواجهم ..بل أعلنتها حرب ضدهم منذ أول يوم ..
روى الزبير في حديث أسنده : { أن رسول الله r بعث رجلا بلطف ( هدية )إلى عثمان ورقية ، فاحتبس عليه الرسول ( أي الشخص الذي أرسله بالهدية ) فقال له عليه السلام : إن شئت أخبرتك ما حبسك؟
قال : نعم
قال عليه الصلاة والسلام : وقفت تنظر إلى عثمان ورقية تعجب من حسنهما . }
ودخلت رقية بيت الزوج العزيز، وهي تدرك أنها ستشاركه دعوته وصبره، وأن سبلاً صعبة سوف تسلكها معه دون شك إلى أن يتم النصر لأبيها وأتباعه. وسعدت رقية رضي الله عنها بهذا الزواج من التقي النقي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وولدت رقية غلاماً من عثمان فسماه عبد الله، واكتنى به
االهجرة إلى الحبشة :
ودارت الأيام لكي تختبر صدق المؤمنين، وتشهد أن أتباع محمد قد تحملوا الكثير من أذى المشركين، كان المؤمنون وفي مقدمتهم رقية وعثمان رضي الله عنهم في كرب عظيم، فكفار قريش ينزلون بهم صنوف العذاب، وألوان البلاء والنقمة،)وما نقموا بهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد( (البروج:
.ولم يكن رسول الله r بقادر على إنقاذ المسلمين مما يلاقونه من البلاء المبين، وجاءه عثمان وابنته رقية يشكوان مما يقاسيان من فجرة الكافرين، ويقرران أنهما قد ضاقا باضطهاد قريش وأذاهم.
وجاء نفر آخرون ممن آمن من المسلمين، وشكوا إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما يجدون من أذى قريش، ومن أذى أبي جهل زعيم الفجار. ثم أشار النبي عليهم بأن يخرجوا إلى الحبشة، إذ يحكمها ملك عادل لا يظلم ومن ثم يجعل الله للمسلمين فرجاً مما هم عليه الآن.
وأخذت رقية وعثمان رضي الله عنهما يعدان ما يلزم للهجرة، وترك الوطن الأم مكة أم القرى. ويكون عثمان ورقية أول من هاجر على قرب عهدهما بالزواج، ونظرت رقية مع زوجها نظرة وداع على البلد الحبيب. وتمالكت دمعها قليلاً، ثم صعب ذلك عليها، فبكت وهي تعانق أباها وأمها وأخواتها الثلاث زينب وأم كلثوم والصغيرة فاطمة، ثم سارت راحلتها مع تسعة من المهاجرين، مفارقة الأهل والأحباب، وعثمان هو أول من هاجر بأهله، ثم توافدت بعد ذلك بعض العزاء والمواساة، لكنها ظلت أبداً تنزع إلى مكة وتحن إلى من تركتهم بها، وظل سمعها مرهفاً يتلهف إلى أنباء أبيها الرسول r، وصحبة الكرام. ولقد أثرت شدة الشوق والحنين على صحتها، فأسقطت جنينها الأول، وخيف عليها من فرط الضعف والإعياء، ولعل مما خفف عنها الأزمة الحرجة رعاية زوجها وحبة وعطف المهاجرين وعنايتهم.
وانطلق المهاجرون نحو الحبشة تتقدمهم رقية وعثمان، حتى دخلوا على النجاشي، فأكرم وفادتهم، وأحسن مثواهم، فكانوا في خير جوار،لا يؤذيهم أحد ويقيمون شعائر دينهم في أمن وأمان وسلام. وكانت رقية رضي الله عنها في شوق واشتياق إلى أبيها رسول الله وأمها خديجة، ولكن المسافة بعيدة، وإن كانت الأرواح لتلتقي في الأحلام.
وأثناء مقام عثمان وزوجه بالحبشة، كانت أخبارهما قد انقطعت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يخرج ويسأل عن أخبارهما، حتى أخبرته امرأة أنها رأتهما، فقال: "صحبهما الله، إن عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط عليه السلام".
و قال الإمام الذهبي- رحمه الله- عن هجرة رقية وعثمان رضي الله عنهما :" هاجرت معه إلى الحبشة الهجرتين جميعاً " .. ( أي أنه كان لرقية وعثمان هجرتين إلى الحبشة ) ..
العودة إلى مكة:
ومضت بالمهاجرين أيام الحياة ، بل شهورها وأعوامها وهم يتطلعون للعودة إلى الوطن ، على الرغم مما هم فيه من أمن وسلامة وحرية ..
ووصلت إلى الحبشة شائعات كاذبة، تتحدث عن إيمان قريش بمحمد، فلم يقو بعض المهاجرين على مغالبة الحنين المستثار، وسَرعان ما ساروا في ركب متجهين نحو مكة، ويتقدمهم عثمان ورقية، ولكن يا للخيبة المريرة، فما أن بلغوا مشارف مكة، حتى أحاطت بهم صيحات الوعيد والهلاك. وطرقت رقية باب أبيها تحت جنح الظلام، فسمعت أقدام فاطمة وأم كلثوم، وما أن فتح الباب حتى تعانق الأحبة، وانهمرت دموع اللقاء، وبلهفة سألت رقية فاطمة وأم كلثوم عن الأم الحبيبه ( خديجة ) فقد بلغ بها الشوق أشده لمرأى الأم الحنون .. فسكتن ولم يحرن جوابا ..فكانت دموعهم أبلغ من كل جواب ..
لقد لحقت خديجة إلى الرفيق الأعلى ..
وأقبل محمد صلى الله عليه وسلم نحو ابنته يحنو عليها ويسعفها لتثوب إلى السكينة والصبر، فالأم خديجة قد قاست مع رسول الله وآل هاشم كثيراً من الاضطهاد مع أنها لم تهاجر، وقد ألقاها المرض طريحة الفراش، لتودع الدنيا وابنتها ما تزال غائبة في الحبشة .
ذات الهجرتين ..
ولم يطل المقام برقية في مكة، ففي العام الثالث عشر للبعثة، كان أكثر المؤمنين من أهل البيت الحرام قد وصلوا إلى المدينة المنورة، ينتظرون نبيهم محمداً ليأتي إليهم وإلى اخوتهم الأنصار مهاجراً مجاهداً.
وكانت رضي الله عنها قد رزقت بوحيدها عبدالله .. فكان يملأ عليها وعلى زوجها عثمان دنياهما بهجة وأنسا، عوضا عما لقيا في ماضي الأيام من لوعة وعذاب ونصب .
ولكم المؤمن مبتلى ممتحن : )الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا (. ( الملك . الآية 2 )
فبينما كان الصغير نائما في مهده نقره ديك في عينيه فتسمم ..ومات بعد أيام .. ، فبكته أمه وأبوه، وافتقد جده بموته ذلك الحمل الوديع الذي كان يحمله بين يديه كلما زار بيت ابنته، ولم تلد رقية بعد ذلك .
إلى الرفيق الأعلى ..
ولم يكن لرقية سوى الصبر وحسن التجمل به، ولكن كثرة ما أصابها في حياتها من مصائب عند أم جميل، وفي الحبشة، كان لها الأثر في أن تمتد إليها يد المرض والضعف، ولقد آن لجسمها أن يستريح على فراش أعده لها زوجها عثمان، وجلس بقربها الزوج الكريم يمرضها ويرعاها، ويرى في وجهها علامات مرض شديد وألم قاس تعانيه، وراح عثمان يرنو بعينين حزينتين إلى وجه رقية الذابل، فيغص حلقه آلاما، وترتسم الدموع في عينيه، وكثيراً ما أشاح بوجهه لكي يمسك دمعة تريد أن تنهمر، ولقد كانت رقية تحس هذا الشيء، فتتجلد وتبذل ما أمكنها، لكي تبتسم له ابتسامة تصطنعها حتى تعود إليه إشراقة وجهه النضير... وتنهال على رأسه الذكريات البعيدة، ورأى رقية وهي في الحبشة تحدث المهاجرات حديثاً يدخل البهجة إلى النفوس، ويبعث الآمال الكريمة في الصدور، وتقص عليهن ما كانت تراه من مكارم أبيها رسو ل الله r، وحركت هذه الذكريات
أشجان عثمان، وزادت في مخاوفه، وكان أخشى ما يخشاه أن تموت رقية، فينقطع نسبه لرسول الله r.
ورنا عثمان ثانية إلى وجه زوجته الذابل، ففرت سكينته، ولفه حزن شديد ممزوج بخوف واضطراب، حيث كانت الأنفاس المضطربة التي تلتقطها رقية جهدها، تدل على فناء صاحبتها. كانت رقية تغالب المرض، ولكنها لم تستطع أن تقاومه طويلاً، فأخذت تجود بأنفاسها، وهي تتلهف لرؤية أبيها الذي خرج إلى بدر، وتتلهف لرؤية أختها زينب في مكة، وجعل عثمان يرنو إليها من خلال دموعه، والحزن يعتصر قلبه، مما كان أوجع لفؤاده أن يخطر على ذهنه، أن صلته الوثيقة برسول الله r توشك أن تنقطع. وكان مرض رقية رضي الله عنها الحصبة، ثم بعد صراعها مع هذا المرض، لحقت رقية بالرفيق الأعلى، وكانت أول من لحق بأم المؤمنين خديجة من بناتها، لكن رقية توفيت بالمدينة، وخديجة توفيت بمكة قبل بضع سنين، ولم ترها رقية، وتوفيت رقية، ولم تر أباها رسول الله، حيث كان ببدر مع أصحابه الكرام، يعلون كلمة الله، فلم يشهد دفنها صلى الله عليه وسلم وحُمِل جثمان رقية رضي الله عنها على الأعناق، وقد سار زوجها خلفه، وهو واله حزين، حتى إذا بلغت الجنازة البقيع، دفنت رقية هنالك، وقد انهمرت دموع المشيعين. وسوى التراب على قبر رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من النصر إلى وقفة عند القبر ..
عاد المجاهدون من بدر يبشرون المؤمنين بهزيمة المشركين، وأسر أبطالهم. وفي المدنية المنورة خرج رسول الله إلى البقيع، ووقف على قبر ابنته يدعو لها بالغفران. لقد ماتت رقية ذات الهجرتين قبل أن تسعد روحها الطاهرة بالبشرى العظيمة بنصر الله، ولكنها سعدت بلقاء الله في داره.
ولما توفيت رقية بكت النساء عليها، في رواية ابن سعد: قال: لما ماتت رقية بنت رسول الله، قال: " ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون" فبكت النساء عليها؛ فجعل عمر يضربهن بسوطه. فأخذ النبي rبيده، وقال: " دعهن يبكين"، ثم قال: " ابكين، وإياكن ونعيق الشيطان؛ فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان"، فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت تبكي، فجعل رسول الله يمسح الدمع عن عينها بطرف ثوبه .
رحم الله رقية بنت الرسول المؤمنة الصابرة المهاجرة ..