السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله ربي ورب كل شئ ومليكه رب العرش العظيم
سبحانه لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وما كان معه من إله
وأشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا رسول الله
اللهم صلي وسلم وبارك عليه
وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
جملة نرددها
وقد لا نعلم ما معناها
وقد ندرك بعض المعني ويغيب عنا بعضه
فهذا بعون الله وتوفيقه بعض التفصيل اليسير
في شرح الاستعاذة ومعناها ولعل فيه تفسير
قال الله تعالى في كتابه الكريم :
{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشّيْطَانِ الرّجِيمِ} (النحل98 )
فنبدأ بتفصيلها مقطعا مقطعا وهي علي ثلاثة مقاطع
أولا : أعوذ بالله
معنى الاستعاذة في كلام العرب:
الاستجارة والتحيّز إلى الشيء, على معنى الامتناع به من المكروه
يقال: عُذت بفلان واستعذت به أي لجأت إليه.
وهو عياذي أي ملجئي.
وأعذت غيري به وعوّذته
ويقال: عَوْذٌ بالله منك أي أعوذ بالله منك
ثانيا : من الشيطان
الشيطان واحد الشياطين
لأنه من شَطَن إذا بَعُدَ عن الخير.
وشطنت داره أي بعدت داره
وبئر شَطُون أي بعيدة القعر.
والشّطَن: الحبل سُمّيَ به لبعد طرفيه وامتداده.
ووصف أعرابي فرسا (فرس شقي لا يروض)
فقال: كأنه شيطان في أشْطان.
وسُمّيَ الشيطان شيطاناً لبعده عن الحق وتمرّده
وذلك أن كل عاتٍ متمّردٍ من الجنّ والإنس والدواب شيطان
ثالثا : الرجيم
الرجيم أي المبعد من الخير و المهان.
وأصل الرجم: الرمي بالحجارة
وقد رجمته أرجمه, فهو رجيم ومرجوم.
والرجم: القتل واللعن والطرد والشتم
وقد قيل هذا كله في قول الله تعالى
حكاية عن قوم نوح المكذبون:
{قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ } (الشعراء: 116 ).
وقول أبي إبراهيم لإبراهيم:
{ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ ..لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً } (مريم: 46 ).
ومن صيغ التعوذ بالله من الشيطان التي وردت في كتب السنن والحديث ما يلي :
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من هَمْزه ونَفْخه ونَفْثه
أعوذ بالله من الشيطان مِن نَفْخه ونَفْثه وهَمْزه
قال عمرو: هَمْزهُ, المُؤْتَةُ, ونَفْثُه الشّعر, ونَفْخُه الكِبْر.
وقال ابن ماجه: المُؤْتَة يعني الجنون.
والنّفْث: نفخ الرجل مِن فيه من غير أن يخرج ريقه.
والكِبر: التّيهُ.
ســـــــــــ ؟؟؟؟؟ ـــــــــــؤال
فإن قيل: فما الفائدة في الاستعاذة من الشيطان الرجيم وقت القراءة ؟؟؟؟
قلنا: فائدتها امتثال الأمر
وليس للشرعيات فائدة إلا القيام بحق الوفاء لها في امتثالها أمراً أو اجتنابها نهياً
وقد قيل: فائدتها امتثال الأمر بالاستعاذة من وسوسة الشيطان عند القراءة
كما أمر الله تعالى
{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشّيْطَانِ الرّجِيمِ} (النحل: 98 )
مواطن أخرى للتعوذ مع الزيادة علي صيغة التعوذ السالفة الذكر ما يلي :
روى مسلم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي
أنه أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله, إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبّسها عليّ,
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ذاك شيطان يقال له خَنْزَب فإذا أحسستَه فتعوّذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً»
قال: ففعلت فأذهبه الله عني.
وروى أبو داود عن ابن عمر قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل عليه الليل قال:
«يا أرضُ .. ربّي ورَبّك الله .. أعوذ بالله مِن شرّك .. ومن شرّ ما خلق فيك
ومن شر ما يَدِبّ عليك .. ومن أسد وأسْود .. ومن الحية والعقرب
ومن ساكني البلد .. ووالد وما ولد (يعني الجن) ».
ورَوَتْ خَوْلة بنت حكيم قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«مَن نزل منزلاً ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق لم يضرّه شيء حتى يرتحل».
وهذا كل ما استطعت بعون الله وتوفيقه استخلاصه من مقدمة تفسير القرطبي
وان شاء الله افصل البسملة في موضوع لاحق إن شاء الله تعالى وقدر
وجزاكم الله عني خير الجزاء
وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم
وأن يجعل هذا العلم شاهدا لنا
وحجة لنا لا حجة علينا
وأسأل الله أن يجعلنا جميعا من الهداة المهتدين
وألا يجعلنا من الضالين المضلين
وأن يهدنا ويهدي بنا وأن يجعلنا سببا لمن اهتدى
قال الله تعالى :
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ
وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ }يونس108
ونعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ونحمد الله رب العالمين
===================
إن كان هناك أي استفسار أو استزادة أو سؤال
رجاء التفضل بما لديكم مجزيين من الله خيرا
وان شاء الله نجد الخير كله من فضل الله
متابع إن شاء الله