بسم الله الرحمن الرحيم
من غرس نبتة ونسيها فهي لن تنساه وستظل وافية العهد بفضله تحن دآئما للقياه ومهما دارت الايام وأخذت رحى الدنيا تسحق
بحكمتها فى عنفوان الأرض-فسيأتي فى يوم النسيم يحمل عبير هذه النبتة الطيبة ورحيقها الى وجدانه ليسقط دمعه من شدة تأثره بمعني الآيه الكريمه:{من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبه ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} سورة النحل الآيه 97 وسيذكر فى تلك اللحظه جود الجواد عليه في غمرة الاحزان,ان الدافعيه لبناء صداقات حقيقية بين المعادن النبيله تتجلى فى هذه الحكمه الرائعة:{انما المؤمنون اخوه } وفي قول الرسول(صلى الله عليه وسلم) "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وكذلك قوله "المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" وقوله ايضا "الناس معادن خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الاسلام" ونجد فى الغرس عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"مامن مؤمن يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو أنسان أو بهيمة الا كان له به صدقه" رواه البخارى
فما بالك عندما تأتي تللك النبتة انسانا اصيلا كاملا يذكره بنفسه يقبل وجوده ويحتضنه شوقا اليه؟
يوم الحصاد سيكون -بأذن الله تعالي -وسيعطى الله-سبحانه-الجزاء الأوفى على قدر العمل,هذا عندما نجنيه فى الدنيا,ومن يمنى نفسه بحصاد الآخرة:{يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم}سورة الشعراء آيه 89
وأذكر هنا قول الرسول (صلى الله عليه وسلم):"طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تتجلى عنهم كل فتنة ظلماء"والقلب الذى يعرف الاخلاص لا يعرف غيره سبيلا فى الدنيا ،سيجنىـ بعون الله ـتعالى جنة مليئة بالزهور والرياحين كما وعدنا الله فى قرآنه الكريم