عبـــاد الله..
ان ايـــامكم قلائـــل ،ومـــواعظكم قـــواتل..
فليخبر الاوائــل الاواخر ... وليستيقظ الغافـــل – قبل سيـــر القوافــل
يامن يــوقن انه لاشــك راحـــل ... ومــاله زاد ولا رواحــل
يامـــن لــج فى لجـــة الهـــوى ... متــــى ترتقى الى الســــاحل ؟
هل انتبهـــت من رقـــاد شامـــل ؟ ... وحضرت المـــواعظ بقلب غيـــر غافل
وقمت -- فى الليل – قيـــام عاقـــل ... وكتبت بالدمـــوع سطـــور الرسائل
تخفــى – بها –زفـــرات النـــدم والوسائـــل ...وبعثتهــا فى سفينة دمـــع سائل
لعلهـــــا ترسوا على الساحل
وا اسفا لمغـــــــرور جهــول غافــــل ... لقد اثقـــل بعد الكهـــولة بالذنب الكـــاهل
وقد ضيـــع بالبطــــالة وبذل الجـــــاهل ... وركب الى ركوب الهوى ركبـــة مائل
يبنـــــى البنيــــان ويشيــــد المعـــاقل ... وهو عن ذكر قبــــره متشـــاغل
ويدعــى – بعد هذا انه عاقــــل ... تالله لقد سبقـــه الابطـــال الى اعلى المنــــازل
وهو يـــؤمل فى بطالته فـــوز العامل ... وهيهـــات وهيهات ما فاز باطـــل بطــائل
ايها المعجـــــب فخــــرا ... بمقاصير البيـــــوت
انما الدنيـــــــا محــــل ... لقيــــــام وقنـــــوت
فغـــــدا تنــــزل بيــــت ...ضيقــــا بعد النحوت
بيــن اقــوام الصمـــوت ... ناطقـــات فى السكــــوت
فـــــارض فى الدنيــــا بثـــوب ... ومن العيش بقـــوت
واتخـــــذ بيتـــا ضعيفـــــا ... مثل بيـــــت العنكبـــــوتثم قـــــــــل : يا نفـــس هذا ... بيـــــت مثــــواك فموتى